الجمعة، 30 أكتوبر 2009

تاريخ البحيرة

مقدمة فى تاريخ محافظة البحيرة



تعد محافظة البحيرة من اعرق محافظات مصر . يوغل في القدم تاريخها وان حقائق التاريخ لا تتغير ولكن العين الباحثة هي موضوع التباين والاختلاف وان الباحث في تاريخ تلك المحافظة لا يعرف أشياء ثم لا يلبث أن يقوده التوغل في البحث إلى معرفة مكنونات عدة مكنونات عده ودلالات شتى وأسرار لم يكن يعرفها في رحلته البحثية الأولى وإذ يقدم الموقع نبذة تاريخية عن إقليم عريق من أقاليم مصر الغالية نود أن نشير إلى ما حصلنا عليه من معلومات ما هو إلا النذر اليسير وان لنعد زائري الموقع بانتا ما ذلنا نبحث لنستخلص من التاريخ خير ما كتب عن كفاح شعب عريق .
كانت البحيرة في الماضي تسمى مقاطعة بديت التي كانت عاصمة مملكة الشمال التي كانت تتكون من عشرون مقاطعة وقد مر بأرض المقاطعة جميع الأحقاب التاريخية ابتداء من عصر ما قبل الأسرات ومرورا بالعصر الفرعوني يليه العصر القبطي ثم الفتح الإسلامي لمصر وانتهاءا بالعصر الحديث وقد مر بأرضها معظم الفلاسفة ومؤرخو وجغرافيو الإغريق وتتلمذ على إيدى كهنتها حيث كانت المعابد بمثابة الجامعات الأولى التي استقى منها هؤلاء الإغريق مبادىء العلوم والطب والفلسفة ولقد حظيت البحيرة منذ أقدم العصور وحتى اليوم بزيارات الرحالة والبحارة والمؤرخين والفلاسفة والسلاطين والملوك والرؤساء فوطئت أرضها أقدام هيرودوت واسترابوان وفيلاوس وباريس وهيلانة والاسكندر وعمرو وقايتباى والغورى وصلاح الدين الإيوبى والبحيرة إقليم يقف في طليعة أقاليم مصر جميعها بأمجاده الضخمة في كل ميدان من ميادين الثقافة والحضارة والكفاح .
عصر ما قبل الأسرات
شهدت البحيرة في العصر أول ثورة في العالم لا في مصر وحدها أنها أول ثورة شعبية على النظام الملكي هي ثورة الديمقراطية على الديكتاتورية ثورة اللامركزية على المركزية والحكم الشمولي وذلك عندما تقدم الملك مينا منذ أكثر من خمسة ألاف سنة بجيوشه من الصعيد نحو الشمال لتوحيد الوجهين القبلي والبحري غير إن سكان البحيرة أعلنوا ثورتهم على الملكية وبرغم إن مينا سجل انتصاره إلا انه يكفى أن نقول أن البحيرة كانت أول إقليم في العالم يرفع لواء الثورة باسم الشعب وهى الثورة التي انطلقت من جزء من إقليم البحيرة كان يسمى مقاطعة متليت والتي تعد أول معهد للديمقراطية الأولى في العالم والتي تمثلت في حكم مجلس العشرة الكبار المشكل من عشرة من الأعيان هم ممثلوا المقاطعة وفى سنة 633 ق.م أقام بسماتيك الأول معسكرا على ساحل رشيد لصد غارات الليبي والآشوريين .
العصر الفرعونى
وعلى ارض مدينة رشيد اقام الملك منفتاح استحكاماته على الضفة الغربية من فرع رشيد شمالا وذلك لصد هجمات الاغريق والصقليين فانتصر المصريون فى اول موقعة حربية بين مصر واوروبا جرت احداثها على ارض رشيد كما كانت مدينة بولبتين ( والتى قامت مدينة رشيد الحالية على إنقاصها ) سوقاً تجارية رائجة وبخاصة فى عهد الاسرة 26 وذكر ان العجلات الحربية التى ذاع صيتها كانت تصنع بتلك المدينة
البحيرة ابان حكم الدولة الرومانية
استهل القرن السابع الميلادى والدولة الرومانية اخذه فى الغروب وبلغ الامبراطور هرقل الاكبر من العمر ارذالة فالقى بزمام الحكم الى ابنه الصغير وجعل نيكتاس نائبا عنه وكانت مصر وقتها فى قبضة القائد الرومانى ( فوكاس ) وعقد نيكتاس ( نائب الامبرااطور هرقل الاكبر ) العزم على ان ينتزع مصر من قبضة قائدها الرومانى فوكاس وشن الحملة واقترب الجيش ( بنوسس ) الذى امره نيكتاس بالزحف حتى وصل الى مومفيس التى هى شبرا دمنهور الان ومنها مدينة الكريون ( وهى حاليا احدى قرى مركز كفرالدوار ) وعندما وصل الى الفرع الغربى للنيل ( فرع رشيد ) بدا الجيش يسلك ترعة تسمى الروجاشات ومنها الى ترعة الثعبان فى غرب الاسكندرية وقام جيش بهدم قنطرة دفاشير بالقرب من مريوط وسيطر على الاقليم كله كما سيطر على فرع النيل الغربى وما على جانبيهما من مدن وقرى وبعد هذه الواقعة التى تعرف باسم ثورة افريقيا والاسكندرية اقام نيكتاس بالاسكندرية نائبا على هرقل فى حكم مصر وفى عهدة لقى اقباط مصر ما كانوا ينشدون من حرية العبادة وبناء الكنائس والاديرة نظير ما قدموه له من عون فى حرب طاحنة جرت وقائعها على ارض محافظة البحيرة التى عدت بذلك مقبرة للرومان
البحيرة و الفتح الاسلامي لمصر :البحيرة قنطرة الاسلام
كان يوم 9 ابريل سنة 641 م عام 20 هـ بداية انطلاقة هائلة للمسلمين نحو الهدف الذى قادهم من اجله عمرو بن العاص الى مصر ففى هذا اليوم انتهى الحصار الذى ضربه على ( حصن بابليون ) لمدة سبعة أشهر وبعدها ركب عمرو بخيلة عبر الصحراء يريد الاسكندرية فالتحم مع الروم فى ترنوط التى تسمى الان ( الطرانة ) احدى قرى مركز حوش عيسى حاليا فانتصر عليهم وكان بها حصن منيع واقام عمرو بن العاص بها بضعة ايام حتى تشتت شمل السفن الرومانية وتقهقر القائد الرومانى ( تيودور ) الى الاسكندرية فبعث اليه القائد عمرو
بن العاص احد قواده ويدعى شريك بن سمى بن عبد يغوت بن جزء المرادى وهو من صحابة رسول الله ( ص ) - ليقضى على فلول الجيش الرومانى المهزوم فادركه الروم عند قرية تقع فى شمال الطيرية فقاتلهم فاعتصم بمنطقة تسمى ( الكوم ) حتى ادركتة الامدادات التى ارسلها له عمرو مع احد قواده ويدعى ( مالك بن ناعمة الصدفى ) الذى انقض على الروم بفرسه من اعلى الكوم وواقعهم فلم يستطيعوا تضييق الخناق على القائد المسلم فسميت تلك المنطقة باسم كوم شريك نسبة الى ( شريك ) الفارس العربى المسلم
ثم سار عمر بن العاص بعد ذلك بمحاذاة الترعة التى تلى الصحراء فى اتجاه الشمال الغربى حتى وصل الى الدلنجات ومضى فى طريقه حتى اعترضت حامية الروم عند ( سنطيس ) وهى فى جنوب دمنهور بسبعة كيلو مترات وهناك دارت المعركة وانتصر المسلمون ولاذ الروم بالفرار واستمر عمرو فى زحفه نحو دمنهور فبدد بها شمل العدو واتجه الى الاسكندرية وقطع مسافة عشرين ميلا حتى بلغ ( حصن الكريون ) ( والكريون مدينة بالقرب من قرية معمل الزجاج بكفرالدوار ) وحصن الكريون كان اخر حصن رومانى قبل الاسكندرية حيث اوى اليه الروم من هجوم المسلمين عليهم وعند الكريون دارت رحى القتال بين الروم والمسلمين وسقط حصن الكريون فى ايدى العرب فكان انتصارهم على الروم فى تلك الموقعة حاسما فانكشف لهم الطريق ثم سار عمرو الى الاسكندرية حتى وصل الى اسوارها ففتحها وأبرم عقد الصلح مع المقوس كبير الأقباط والحاكم العام باسم الروم فى الاسكندرية وقتذاك وجعل عمرو القائد المسلم وردان واليا على الاسكندرية ثم سار عمرو من الكريون نحو الشرق على ضفاف النيل ( فى الحوف الغربى ) وهو الاسم الذى اطلقه العرب على اقليم البحيرة حتى وصل الى اخنا ( ادكو حاليا ) فضرب الحصار حولها حتى اضطرت الى التسليم وعرض الاسلام على اهلها فاسلموا وتم الصلح كما تم مع قزماس حاكم رشيد وحنا حاكم البراس حتى وصل المسلمون الى دمياط وبهذا تمت لهم السيطرة على منافذ النيل على بحر الروم الذى اصبح بعد ذلك بحيرة اسلامية
مما يعنى ان موقعة الكريون سنة 20ه كانت فاصلة بين دولتين قبل ان يدرك عمرو بن العاص اسوار الاسكندرية سنة 25هـ
وهذه هى الجبهة الغربية التى التقى فيها الاسلام بروحانيتة من الرومان بمظالمهم وقال اقليم البحيرة فى هذا الميدان كلمته
دور خربتا فى الفتنة الكبرى
اشتعلت نيران الفتنة بين على بن ابى طالب ومعاوية بن ابى سفيان سنة 37 هـ واصل القصة ان محمد بن ابى حذيفة كان يتيما فرباه عثمان بن عفان حتى كبر
وبعثه إلى مصر وغزا في معركة ذات الصواري ثم تتكر لعثمان وانقلب عليه وحرض على قتله بل أرسل الذين قتلوه وصار واليا على مصر وعلم معاوية بن أبى سفيان فقدم إلى مصر وطلب من ابن حذيفة تسليم قتلة عثمان فرفض فاستقدمة معاوية الى الشام وسحبه ثم قتله وتولى الامام على بن ابى طالب الخلافة بعد مقتل عثمان فرفض واستعمل على مصر قيس بن سعد الذى دخلها فوجد اهلها منقسمين الى ثلاثة فرق : فرق دخلت الجماعة فكانت معه وفراقه اعتزلت بخربتا احتجاجا على قتل عثمان ومطالبة بالقصاص من قتلة عثمان وفرقة قالت نحن مع على مالم يأخذ الثار من اخواننا وعندما طلب قيس بن سعد البيعه من المصريين بايعوه الا خربتا التى ساءها قتل عثمان بن عفان فارسلت طائفة الى قيس تطالبه بدم عثمان فأرسل الى اهلها يبلغهم انه لا يريد ارغامهم على البيعه وانه لن يحمل السلاح فى وجوههم .
فاستمالهم وساسهم بالحكمه واحسن اليهم وارسل معاوية الى قيس يغريه ويتوعده فلم يظفر منه بشىء فادعى عليه ان كتب اليه مطلبا بدم عثمان وعندها دست الدسائس بين الخليفة على بن ابى طالب وقيس بن سعد وعلم الامام بما خطبه معاوية فى اهل الشام ضد قيس بن سعد وقد اشير على على بن ابى طالب يأمر قيس بقتال خربتا فأبى قيس ان يفعل ذلك فعزله على وتبين بعد ذلك انه كان يقاسى الدسائس ولكن بعد فوات الاوان فعرف التاريخ لقيس بن سعد يده البيضاء على خربتا التى نجت من الفتنة بفضل سياسة الحياد وعدم الانحياز وكفى خربتا فخرا بما كتبه قيس عنهم الى على بن ابى طالب فقال انهم وجهة اهل مصر واشرافهم واهل الحفاظ ........ وهم اسود العرب : منهم يس بن ابى ارطأة ومسلمه بن مخلد ومعاويه بن حديج
البحيرة فى العصر الحديث
كانت البحيرة اول اقليم حمل راية المقاومة قبل ان تطأ اقدام جنود نابليون شواطىء الاسكندرية ، ذلك بان البحيرة كانت دوما الدرع الاولى فى الدفاع عن مصر كلما شن عليها العدو غارة من تابر او البحر ففى الثانى من يوليو سنة 1798 نزلت جنود نابليون يحتلون مدينتهم فتلقى كاشف البحيرة رسائل من اهل الاسكندرية بطلب النجدة فجمع عربان البحيرة وزحفو على ظهور خيولهم دفاعا عن الاسكندرية فلما راى اهل الاسكندرية بسالة أهل البحيرة اشتد ازرهم فوقفوا يصدون جنود فرنسا عن أحتلال مدينتهم ولكنهم لم يصمدوا ان كانوا قد كبدو من الضحايا الكثير واصيب كلا من كليبر ومينا بجراح فشتان بين الاسلحة واسلحة وشتان ايضا بين النظام والفوضة اما حكومة مصر وقتها فكان زمامها بايدى الدخلاء الغرباء لا بايدى اهلها وولاة امرها .
وبدء جنود نابليون فى تنفيذ خطة الاحتلال وسار جنرال دوجا من الاسكندرية
وعبر ابى قير وبغاز ادكو حتى وصل الى رشيد واحتلها وصدر امر نابليون جنرال مينو حاكما عليها وكانت مهمته اخماد ثورة الاهالى وحماية بغاز رشيد من غارات الانجليز اما الجيش الفرنسى الذى سلك طريق البر وقد غادر الاسكندرية وعلى رأس نابليون ومر فى محاذاة ترعة المحمودية ومر بالمواقع الاتية : البيضا والعكريشة والكريون والعوجة وبركة غطاس ولم ترهب مدافع الفرنسيين اهل البحيرة فقد انقض الاهالى على جنود نابليون بعد ابعاده عن الكريون بمسافة فرسخ فقتلوا ما قتلوا من الجنود ودفنو ما دفنوهم فى الرمال ففقد عدد كبير من الجنود والقادة الفرنسيين على ايدى الاهالى وتلقا الجيشان الفرنسيان البرى والبحرى فى دمنهور فى 7 يوليو فوجدو ستة الاف رجل من الاهالى على استعداد للقتال فابعدهم القائد الفرنسى بقذائف مدافعه وفى ليلة عشرة يوليو قامت الفرق كلها من دمنهور قاصدة الرحمانية فأحتلتها فى اليوم التالى وانقضه ليلة 13 يوليو بالاسطول امام منية سلامه التى تقع على الضفة اليسرى لفرع رشيد بين الرحمانية وشبراخيت حيث التقا الاسطول الفرنسى بقوات مراد بك فتجمهر الاهالى على الضفتين متسلحين بالبنادق والعصى فاغرقو خمسة سفن للفرنسيين ولكن مراد بك هزم فى تلك الموقعة واحتل الفرنسيون شبراخيت وعدت معركة شبراخيت التى هزم فيها مراد بك اول انتصار لنابليون على المماليك فى 13 يوليو من عام 1798 ومضى الفرنسيون فى زحفهم الى القاهرة مارين بشابور وكوم شريك وعلقام والطرانة وابو نشابة ووردان التى كانت اغنى القرى التى مر بها فنبهوها فغادرها اهلها من بطش الغزاة الطغاة ووصلوا بعد ذلك الى ام دينار التى ذادت بها المقاومة الشعبية فوقف الشعب صفا واحدا من المماليك فى معركة الاهرام
المقاومة الشعبية على طول الخط
واخذ اهل القرى فى البحيرة يتعقبون جنود نابليون على خط سير الحملة الذين كانو يتخلفون عن الفرض تابعين لها سواء بسبب التعب او المرض او التخلف لابلاغ الرسائل اليومية والبلاغات الحربية الى قادة الفرق فامعن المواطنون فيهم قتلا وذبحا لان العدو سبب الجوع والعطش - اخذ فى سلب القرى التى كانت فى طريقه ففى 14 يوليو نهب الجنود التابعون للجنرال بون وجنرال فيال قرية النجيلة ومع ذلك لم يستطع الضابط مقاومة تذمر جنودهم من الجوع والعطش نظرا لان ترعة المحمودية كان قد جف ماؤها لانها لم تكن تمتلىء بالماء الا فى زمن الفيضان فلم يبق امامهم سوا الشرب من مياه الابار ولكن الاهالى كانو قد اتلفوها حتى لا ينتفع بها العدو فلاقى الجنود تعبا شديدا بسبب العطش ولما وصل الجنود الى الترانة ( وهى احدى قرى حوش عيسى حاليا ) صادروا المواشى ونهبوا البيوت فاسرع الاهالى واشعلوا النيران فى جرون الغلال حتى لا يحصل العدو على علف خيوله وعندما وصل الفرنسيون الى باب رشيد وهو الباب الشرقى من اسوار الاسكندرية فوجئوا بعدد من المرابطين الذين ضربوا حيصارا شعبيا حول قوات
الجنرال ديموى فضاق بهم وقتل ثلاثة واربعين من الاهالى وادرك يومئذ ان هناك اتصالا وثيقا بين المكافحين فى الاسكندرية والمكافحين فى دمنهور
واذا رجعنا للطريق النيلى وجدنا الكولونيل داما يحمل البريد من الاسكندرية الى القاهرة عن طريق فرع رشيد فينحدر بسفينتة من رشيد يوم 16 يوليو فما يكاد يقترب من مطوبس وادفينا حتى يهاجمه المواطنون فيتقهقر الى رشيد ويحاول استئناف المسير فينهال عليه الرصاص من برنبال والسالمية ودسوق وسنهور
ولقد شهد مينو فى خطابه بعث به الى نابليون فى 4 اغسطس بصعوبة المواصلات بين رشيد التى ضاق بها ذرعا اما كليبر وكان محصور فى الاسكندرية فكان موقفة اكثر حرجا حيث ان الكتيبة التى كانت معه لم تكن كافية لقمع حركات اقليم كبير كالبحيرة وبخاصة مناطق ادكو ورشيد والكريون وقد كانت ثورة اهالى هذه المناطق كافية لقمع المواصلات على جيش الحملة وتهديد الاسكندرية عن طريق البر وقطع ماء الشرب عنها بالاستيلاء على ترعة المحمودية كتب كليبر الى نابليون يقترح عليه وضع حاميات قوية فى دمنهور والكريون بالمدافع
اما بركة غطاس فقد تحمس اهلها وقطعوا ترعة المحمودية فامر كليبر بحرق البلدة ونهبها ولم ينس نابليون ما كان من اهل دمنهور ضد الجنرال ديموى فارسل اليها احد قواده فتوجه من القاهرة الى الرحمانية ومنها الى دمنهور فجرد اهلها من السلاح واعدم خمسة اعيانها ومشايخها ثم عاد الى الرحمانية واقام بها قلعة بها قلعة وانشىء مستودعات للذخيرة تمهيدا لجعلها عاصمة للبحيرة بدلا من دمنهور
الثورة على نابليون فى ادكو وادفينا ودمنهور وعلقام :-
بعد انكسار الاسطول الفرنسى فى موقعه ابى قير البحرية على ايدى الانجليز ازداد الحماس فى نفوس المصريين بعد ان فقد الفرنسيون قدرا كبيرا من هيبتهم فاندلعت الثورة من جديد فى رشيد وما حولها فاسرعت اليهم الحملة الفرنسية وقدمت الثوار للمحاكم الصورية واتهمت مشايخ ادكو وادفينا بالتحريض على هذه الثورة فأعدموا رمياً بالرصاص ولم ينقضى شهر حتى رفعت دمنهور علم الثورة فقامت قوة فرنسية من رشيد الى الرحمانية ومنها الى دمنهور وسبق زعماء الثورة الى ساحة الشرف والفداء ساحة الاعدام رميا بالرصاص وعندما اوفد نابليون ياوره ( جوليان ) من القاهرة برسالتين احداهما الى ابى قير والاخرى الى كليبر خرجت به السفينة فى فرع رشيد حتى وصلت الى علقام ( احدى قرى كوم حماده ) فهجم عليهم الفلاحون هجمة رجل واحد وقتلوهم حتى لم يبق منهم جندى واحد فامر نابليون بحرق قرية علقام فلم يبق منها دياراً
وانقضى عام 1799 والثورة ضد الفرنسيون تندلع تباعا من البحيرة وشتا ارجاء مصر وما تزال الاسكندرية ورشيد والبحيرة مراكز الانفجارات الثورية حتى انه بعد مغادرة نابليون لمصر سرا وتولى كليبر قيادة الحملة فى مصر اصدر الاخير تعليمات تغير التقسيم الادارى لمصر ولاول مرة جعل الاسكندرية ورشيد والبحيرة قسما واحدا عاصمته الاسكندرية بغية احكام السيطرة على الاقاليم
مينو يتزوج زبيدة الرشيدية:
عندما استطاب للجنرال مينو مقامه برشيد وصار حاكما عليها اخذ يقترب من الاهالى فاعلن اسلامه وسمى نفسه عبدالله مينو وبدأ يشارك المسلمين شعائرهم الدينية فارتادا المساجد فاستطاع اجتذاب القلوب اليه وتزوج من زبيدة ابنة الرجل الرشيدى السيد محمد البواب وانجب منها ولد اسناه سليمان وعندما تقدم الاتراك والانجليز باسطولهم نزلت زبيدة الى لرحمانية بصحبة اخيها على الرشيدى وقيل انها واقعة فى اسر الانجليز الذين ردوها لمينو فيما بعد وبعد جلاء الفرنسيين عن مصر سافرت زبيدة مع زوجها مينو الذى تركها فى تورينو بايطاليا واستغرق فى مجونة وخلاعته وهجر زبيدة فماتت كمدا وكأن اسلام مينو لم يكن سوى تملقا لعواطف المصريين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق